روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | خير أيام الدنيا.. كيف تعيشها الأسرة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > خير أيام الدنيا.. كيف تعيشها الأسرة؟


  خير أيام الدنيا.. كيف تعيشها الأسرة؟
     عدد مرات المشاهدة: 2642        عدد مرات الإرسال: 0

أهل موسم من أعظم مواسم الطاعات، فيه عشرة أيام هي خير أيام الدنيا، يغفل عنها كثير من الناس، من عرف فضلها وثوابها تحسر على ما فاته منها. 

 بعض الأسر تستغل فرص اغتنام الطاعات؛ لتنهل منها نهلا ولتكون هذه الطاعات شاهدا على العبادة الجماعية التي تشعر فيها الأسرة سويا بربها، فهو شعور روحي سعيد تحب كثير من الأسر المسلمة أن تجتمع عليه، كما تحب أن تجتمع على طعام أو رحلة خلوية. 

 نرصد من خلال هذا التحقيق بعض الأشكال التي تجتمع عليها الأسرة المسلمة في إحياء العشر من ذي الحجة فإلى نص التحقيق.

إحياء العشر واغتنام الأجر: 

  عائشة صيام - 60 عاما - سيدة فلسطينية يشهد لها المقربون بأنها شديدة الحرص على كسب مواسم العبادة الطوعية طمعًا منها في التقرب إلي الله ونيل رضاه، وعلى تنوع هذه المواسم ترى هذه السيدة في تعظيم الله الكريم لعشر ذي الحجة أهم المواسم. 

 لذا فإنه ما إن يطرق شهر ذي القعدة أبواب النصف تجتهد في عادتها في صيام الأيام البيض، وتبدأ الاستعداد لصيام الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة؛ وذلك لعلمها بفضائلها وطلبًا للفوز بها، وبشيء من التفصيل توضح السيدة أن استعدادها لا يكون بالصيام فقط، بل بكثير من الأعمال الصالحة.  فهي تسعى لفعل الخير وتكثر الدعاء والاستغفار والذكر في كل وقت. 

وتضيف السيدة أنها تعمد إلى الإطالة في القيام أيضا. لافتة إلى أنها في العادة تستيقظ من نومها عند الثالثة وتبقى على حال صلاة القيام والذكر والتسبيح حتى دخول وقت آذان الفجر فتصلي، ومن ثمَّ تخلد للنوم. لكنها إذا ما دخلت العشر الأوائل من ذي الحجة تبقى متيقظة بعد صلاة الفجر حتى تدرك طلوع الشمس بين تسبيح وذكر وتلاوة لما تحفظه من القرآن من قصار السور وتختم بصلاة ركعتين لتكون قد أتمت حجة وعمرة تامة وفق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" رواه الترمذي وحسنه، وكذلك الألباني. 

 وتستكمل السيدة قائلة: "أن أفراد أسرتها يشاركونها في إحياء العشر الأوائل من ذي الحجة بالصيام والتصدق وفعل الخيرات و التسبيح والتهليل والتكبير. 

 أما أمل مليباري من السعودية فقالت: بيتي مثل أي بيت مسلم يتحين مواسم الطاعات و أحث أهلي وزوجي و بناتي على اغتنام الأيام الفضيلة بالعمل الصالح، خاصة التي ورد فيها زيادة فضل في هذه الأيام، و مع الوقت أصبح الجميع حريصا على المبادرة بالصدقة والتذكير بالصيام في جو إيماني رائع مع الحرص على إضفاء جو الشهر على بيتنا من تلبية وتهليل.

حتى نشارك الحجيج في الأجر:

سعيد باهمام من جدة حريص أن يشعر و أسرته بجو الحج، قال: "لا نستطيع أداء الحج كل عام حتى نترك فرصة لإخواننا الذين يأتون من كل فج عميق لأداء هذه الفريضة العظيمة، لكننا نعيش أجواء الحج خلال الصيام والذكر والقرآن كي لا يفوتنا فضل هذه الأيام التي تتنزل فيها الرحمات على العباد، ونحرص كل الحرص ألا يفوتنا صيام عرفة لنعايش الحجيج مشاعرهم في خير يوم طلعت فيه الشمس ألا وهو يوم عرفة".

وفاء سالم من مصر تقول: "إننا ننتظر هذه النفحات الربانية من العام للعام، وتستيقظ فينا الأشواق للحج لبيت الله الحرام، ونشارك الحجيج مشاعرهم هناك، فتقوم الأسرة عن بكرة أبيها بالصوم والتبتل في هذه الأيام، كما نتنافس في فعل الخيرات، وغالبا ما نجتمع على وجبة الإفطار عند أذان المغرب، يحكي كل واحد منا ما بدر منه طاعة الله وطمعا في غفرانه".

ولفتت، إلى أننا نخرج في رحلات جماعية؛ لمساعدة الفقراء والمساكين يوميا، وعلى كل أفراد الأسرة أن يجتهدوا في ذلك في حصر الفقراء والمحتاجين، وعليهم أيضا أن يوجهوننا لذلك بالتناوب.

فرصة لتربية النفس:

 وتسعى أم جهاد في بداية العقد الثالث من عمرها، وتعمل في سلك التعليم الحكومي بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة إلى أن إحياء العشر الأوائل من ذي الحجة يمكنها من تصحيح أسلوبها في تربية أبنائها، وذلك بتوجيههم إلى الفضائل وتهيئة البيئة الإيمانية لهم، والتي تؤثر عليهم وتجعلهم يفعلون ما يوجهون إليه ليس فقط في إطار سماع الكلام، وإنما في إطار الفوز بوعد الله بالجنان. 

 لافتة إلى أنها تحرص على أن يتلقى أبناؤها كافة المعلومات القيمة عن الأيام العشر وفضائلها والمستحب فيها عبر المحاضرات والبرامج التلفزيونية على القنوات الإسلامية، فذلك يدعم الجو الإيماني لديهم، وتعمد إلى إكماله بحثهم بأسلوب طيب محبب بالصيام، وعدم ترك التكبير والذكر بالإضافة إلى ترتيل وتلاوة القرآن عملًا بقول الله سبحانه وتعالى:"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" (سورة الحج: الآية 28)، وكذلك الحرص على الصلاة في المسجد والاجتهاد في تفطير الصائمين وإدخار بعض مصروفهم الجيبي ليخرجوا منه صدقة تقربهم إلى الله زلفى، ناهيك عن حثهم على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل عظيم، فهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المُباهاة.

فرصة لختم القرآن:

تقول سوسن حمادة من القاهرة: اعتدنا أن نختم كأسرة القرآن الكريم مرة خلال العشر كما كنا نختمه في رمضان.

وأضافت، صوم الأسرة بأجمعها في العشر الأوائل من ذي الحجة من الأهمية بمكان، حيث يشعرنا بأجواء شهر رمضان الكريم وبالفعل تتنزل النفحات ونحن ننتظر هذه الأيام من العام للعام.

نصائح على أبواب العشر:

فاطمة غلام من السعودية تعمل بمجال الدعوة قالت: "دور الأسرة كبير جدا في استغلال مواسم الطاعات، وحث أبنائهم للتعبد والطاعة وتهذيب نفوسهم من حين لآخر بالعمل الصالح فالأبناء هم الفروع الباقية التي تثمر بعد أن تنقطع أعمالنا، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:"ينقطع عمل ابن أدم إلا من ثلاث منها ابن صالح يدعو له  أولادنا و أزواجنا أولى بالدعوة والنصح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) متفق عليه، فالدعوة والنصح يجب أن تبدأ من داخل الأسرة لسببين مهمين: أن الإنسان متى أصلح أهله وولده كانوا له خير معين، والسبب الثاني أن يكونوا قدوة.

ومن خبرتي في مجال الدعوة أجد أن كثيرا من الناس ينظر إلى أبنائي بالذات ويعتبرون أي غلطة تصدر منهم تقصيرا، فأنا أقوم على إصلاح بيتي وأسرتي ليكون دعما لي عندما أقوم بنصح وإرشاد الآخرين.
و أخيرا أقول لكل أسرة تخشى على أبنائها من عقاب الله في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن: "أن تحاول إصلاح أبنائها ونصحهم و إرشادهم قال تعالى:"ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ"الأنعام، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)سورة هود.

العشر الأوائل.. المدرسة الثانية بعد رمضان:

 ومن جانبه يقول الدكتور طه أبو كريشه، الأستاذ بجامعة الأزهر،: "هذه الأيام بمثابة نفحات من الله عز وجل فيأمرنا الرسول فيما صح عنه بقوله،: "ألا إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها" رواه الطبراني وحسنه الهيثمي في المجمع 10 231، وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم". رواه أبو نعيم، وابن عساكر، وصححه الهيثمي في المجمع، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

ولذلك من الأهمية أن نتعرض لنفحات الله جميعا، وأن يكون التعرض لها من خلال البيوتات المسلمة التي تحيا على ذكر الله.

وأضاف: "على الأسرة جميعا أن تجتهد في الطاعات والعبادات في هذه الأيام، حيث يصدق عليها قول الرسول الكريم الأمين المصطفى صلى الله عليه وسلم "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام "يقصد العشر الأوائل من ذي الحجة"، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وطالب الأسر والبيوتات أن تجتمع على الطاعة في هذه الأيام الكريمة، كما كانت تفعل في رمضان فهذه الأيام هي المدرسة الإيمانية التربوية الثانية، وأن تكثر من تلاوة القرآن والمحافظة على السنن الرواتب، والصدقة، وصلة الرحم، والاستكثار من الاستغفار ورد المظالم.

شارك في التحقيق: غادة بخش من السعودية، ومحاسن أصرف من فلسطين، ومنير أديب من القاهرة

المصدر: موقع لها أون لاين